عين راصدة: تبعات التواجد العسكري في تيغراي

فتحي عثمان

في اقوى تصريح لها طالبت الإدارة الامريكية الجديدة للرئيس جو بايدن بسحب فوري للقوات الارترية من تيغراي وسط اتهامات بمطاردات وارتكاب أعمال سلب واسعة. نشرت هذا الخبر وكالة الاشوسيتدبرس في الثامن والعشرين من يناير الماضي، وعلى الفور قامت الحكومة الارترية بتعديد انتهاكات الوياني للسفير الامريكي في اديس ابابا، ولكأنها تقول بأن ما يمارسه الجيش الارتري في تيغراي تبرره الجرائم السابقة لقادة الوياني خاصة في حرب 1998-2000

وجود الجيش الارتري في تيغراي يمكن أن يخدم أي مصلحة إلا المصلحة العليا لارتريا، وبالفعل بدأت الآثار السالبة لهذا التواجد تطفو على السطح باتهامات لمجموعة إثنية معينة من الجيش بارتكاب جرائم حرب في اقليم تيغراي. وهذه الاتهامات صرفت الناس عن السؤال الاساسي وهو لحساب من يحارب الجيش الارتري في تيغراي اليوم؟

أبي احمد استثمر علاقاته بدكتاتور اسمرا للاستفادة من الجيش الارتري المتعود على حرب العصابات في مطاردة قادة الوياني، وهو الأمر الذي لا يقوى الجيش النظامي الاثيوبي على القيام به، وهو ما دفع الكثيرين إلى النظر إلى الجيش الارتري في مشاركته في الحرب الاثيوبية كجيش “مأجور”. وعلى رأس قائمة التصفية والانتقام التي يحملها الجيش الارتري القضاء على الجنرال صادقان قبر تنسائي رئيس هيئة الاركان السابق والذي يعتبر مهندس العمليات العسكرية في حرب 1998-2000 ضد ارتريا، إضافة إلى رئيس الاستخبارات في نفس الفترة وجنرالات آخرين من قادة الوياني..

إن هذه الحرب يخوضها الجيش الارتري بغرض الانتقام وتصفية الحسابات الخاصة للديكتاتور وسوف يجنى أشواكها الشعب الارتري لأن هذا الديكتاتور لن يحكم ارتريا للأبد. ويبرر بعض مناصري الديكتاتور الفظاعات وارتكابها اليوم بأنها رد على الفظاعات التي ارتكبها جيش اثيوبيا في فترة الحرب الحدودية مع ارتريا، وتلك الفظائع لا شيء يبررها وستبقى في الذاكرة الجمعية كجرائم لا تمحى مثلها مثل الفظائع الكثيرة التي ارتكبها جيشي منغستو ومن قبله جيش هيلي سيلاسي، ولكن الاعتماد على ذلك التاريخ في ارتكاب فظائع جديدة هو تبرير للثأر الشخصي للطاغية الحاكم وعلينا أن نعرف لصالح من يقاتل ابناؤنا في تيغراي، خاصة وأنهم استعادوا أراضيهم المحتلة والمنتزعة بالقانون والقوة العسكرية معا.

COMMENTS

WORDPRESS: 0