فتحي عثمان
أعلنت وزارة الخارجية الامريكية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري تعيين السفير جيفري فيلتمان مبعوثا خاصا للقرن الافريقي. فيلتمان البالغ من العمر 62 عاما، يجلب للمهمة الجديدة خبرات دبلوماسية متميزة وخلفية اكاديمية غنية. تخرج فيلتمان في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية التابعة لجامعة تفتس المرموقة؛ خرجت هذه المدرسة العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين والأجانب إضافة إلى دبلوماسي الأمم المتحدة المشاهير مثل المرشح لمنصب الأمين العام ذات مرة الهندي ساشي تارور. عمل فيلتمان في سفارات الولايات المتحدة في كل من هنغاريا وتونس وإسرائيل قبل أن يصبح سفيرا لبلاده في لبنان، ثم شغل منصب مساعد الوزير للشرق الأدنى قبل أن يترأس قسم الشئون السياسية في الأمم المتحدة. يتحدث فيلتمان اللغات الهنغارية والعربية والفرنسية.
حددت وزارة الخارجية الامريكية مهمة المبعوث الجديد بالعمل على حل مشاكل القرن الافريقي السياسية والأمنية وتشمل قضايا الحرب في تيغراي وأزمة سد النهضة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين إضافة إلى العمل على تحقيق الاستقرار الشامل في الإقليم.
أين سيكون موقع ارتريا في مهمة المبعوث الأمريكي الجديد؟ بالتأكيد أول اهتماماته بهذا الشأن ستكون مسألة تواجد القوات الارترية في إقليم تيغراي، وسيتعامل مع هذه المسألة ضمن محاولته حل النزاع وضمان وصول المساعدات الإنسانية. لكن هل ستظهر في شاشة رادار المبعوث الجديد مسائل حقوق الانسان في ارتريا؟
الإدارات الامريكية المتعاقبة، ومن منظور استراتيجي شامل، تنظر إلى ارتريا إلى انها واحة مستقرة لا تهدد العالم ولا الإقليم، على الأقل حتى الآن، وأن انتهاكات حقوق الانسان فيها أصبحت من المسلمات، عليه فإن المبعوث الجديد لن يخاطر بتناول هذا الشأن لسبيين الأول هو أنه مهمته معقدة بما فيه الكفاية وأنه لن يريد زيادة تعقيدها، ثانيا أن العلاقات بين اسمرا وواشنطن متوترة ولن يساعد ذلك في تحسين الأمور، خاصة وأن انتهاك الحريات الدينية للمواطنين يظهر سنويا في تقرير وزارة الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان.
لذلك فإن الهم الشاغل للشعب الارتري، وهو موضوع حقوق الانسان سوف لن يكون حاضرا ضمن اجندة عمل المبعوث الامريكي: لكن هل يدرك المبعوث الجديد وإدارته بأن مسألة حقوق الانسان في ارتريا ودول القرن الافريقي هي قطب الرحى للاستقرار المنشود؟
COMMENTS