فتحي عثمان
معاناة اللاجئين في اقليم تيغراي الاثيوبي تعتبر أسوأ نتائج الحرب الأخيرة. اعداد هؤلاء اللاجئين الموزعين في اربعة معسكرات هي حصاص وشملبا وماي عيني وعدي حروش كانت حسب تقديرات المفوضية العليا لشئون اللاجئين حوالي 90 الف لاجئ. ولكن وبسبب الحرب وبسبب دخول القوات الارترية الحرب إلى جانب الجيش الحكومي الاثيوبي تقلص عدد هؤلاء اللاجئين بالهروب من المعسكرات وبالخطف والأخذ إلى ارتريا حسب افادات مقيمين بهذه المعسكرات لمفوض المفوضية السيد فليبو غراندي والذي زار معسكر ماي عيني في نهاية شهر يناير الماضي واعطى إفادة صحفية وافية بعد عودته إلى اديس ابابا في الأول من فبراير قال فيها بأن أوضاع هؤلاء اللاجئين لا زالت في غاية الهشاشة بسبب النزوح والمخاوف من الحرب وبسبب الانتهاكات التي عبر عنها اللاجئين في المعسكر والتي شملت انتهاكات جنسية واختطاف وجرائم اخرى، وطالب الحكومة الاثيوبية بتوفير الحماية لهؤلاء اللاجئين بسبب هشاشة وضعهم الانساني ومخاوفهم من تكرر الانتهاكات ضدهم.
إفادة السيد غراندي متوفرة على موقع المفوضية العليا لشئون اللاجئين، وهي تثير القلق فعلا..
المعلومات المتاحة من افادات شهود عيان أن بعض المقيمين في المعسكرات تم اخذهم عنوة إلى ارتريا واضطر عدد آخر للعودة طوعا خوفا من الحرب وآثارها، بينما قامت مجموعات اخرى بالهرب إلى أديس ابابا وغوندر ولكن سلطات الأمن الاثيوبية أعادتهم إلى المعسكرات بالقوة والزمتهم بالبقاء فيه رغم المخاطر الي دعتهم إلى الهرب اصلا.
عمق الأزمة يتضح في غياب الأمان التام؛ هؤلاء اللاجئين هربوا من بلدانهم بسبب حالة لا ترقى إلى الحرب ولكن آثارها هي نفس آثار الحرب: التجنيد القسري، الرقابة الأمنية الحد من حرية الحركة والسفر وإظلام الأفق، وفجأة وجدوا انفسهم أمام نفس القوات التي سبب معاناتهم في الماضي بدون أي حماية: وهو وضع لا يحسدون عليه مطلقا، ولكن يجب دوما التنبه لمأساتهم الراهنة. وقام بعض الناشطون بمظاهرات تضامن مع قضيتهم في مدن عالمية ولكن وضعهم لا يزال يستدعي المزيد من العمل والتضامن.
COMMENTS