عين راصدة: دبي يودع نادي الرؤساء الأطول حكما في القارة

فتحي عثمان

بعد أن لقى الرئيس التشادي إدريس دبي مصرعه كما قال بيان الجيش التشادي مؤخرا، فإن مقعده في نادي الرؤساء الأطول حكما في افريقيا سوف يصبح شاغرا.

حكم ادريس دبي تشاد ثلاثين عاما بعد أن جاء على ظهر دبابة ضمن ما يعرف بجيش الخلاص التشادي والذي كان مدعوما بشكل كبير من الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير الذي كان هو نفسه عضوا في نادي الرؤساء الأطول حكما، إضافة إلى المخلوعين الآخرين: حسنى مبارك، وروبرت موغابي، وعميد الزعماء الافارقة القذافي.

رئاسة هذا النادي سيئ الصيت يحتكرها رئيس جمهورية غينيا الاستوائية تيودور اوبيانغ، 78 عاما، والذي يحكم بلاده منذ 42 سنة. يحل ثانيا الرئيس الكاميروني بول بيا، 87 عاما، والذي يحكم بلاده منذ 38 سنة متواصلة. الرئيس دوني ساسو نغيسو، 77، يحكم جمهورية الكونغو برازفيل منذ 36 سنة. أما الثائر الذي تحول دكتاتورا يوري موسيفيني، 76 عاما، يحكم أوغندا منذ 34 سنة.

في درجة الملوك من النادي يحكم الملك مسواتي منذ 33 عاما مملكة سوازيلاند حكما مطلقا.

وللمفارقة فإن الرئيس الراحل ادريس دبي احتل المركز السادس في عضوية النادي وكان قد أعلن فوزه أيضا في العاشر من الشهر الجاري لدورة سادسة في حكم البلاد.

القرن الافريقي له عضوين في نادي الرؤساء وهما الرئيس الارتري اسياس افورقي، 75عاما، والمعروف في وسط شعبه باللقب المختصر “دي.آي.أيه” وهي اختصار ل”الدكتاتور اسياس افورقي”، وهو يحكم رسميا منذ 27 سنة يضاف إليها سنتين قضاهما رئيسا للحكومة الارترية الانتقالية في الفترة من 1991 حتى إعلان الدولة رسميا في عام 1993. العضو الآخر في النادي من القرن الافريقي هو إسماعيل عمر قيلي، 73 عاما، والذي يحكم جمهورية جيبوتي الصغيرة منذ 21 سنة وفاز قبل أسبوع بفترة رئاسية جديدة تؤهله لمنافسة أعضاء النادي الآخرين في الأقدمية.

الثائر الآخر وعضو النادي الذي تحول إلى رئيس مطلق فهو: بول كاغامي، 63 عاما، وهو يحكم بلاده منذ عشرين سنة وتتم تتويجه مؤخرا رئيسا لفترة جديدة وبدون منافس.

هؤلاء الرؤساء يزورون نتائج الانتخابات، وأحيانا يلغونها تماما، ويسجنون المعارضين ويقتلونهم، وعندما يجهدهم التعب وتترهل عضلاتهم وتضعف عظامهم فإنهم يعلنون أنفسهم “رؤساء مدى الحياة”.

أشرس أعضاء هذا النادي وأكثرهم قسوة هو الرئيس الارتري، فسجل بلاده خلال سنوات حكمه خير شاهد. تحولت البلاد خلال فترة حكمه إلى سجن كبير بوجود ما يصل إلى عشرة الآف سجين وراء القضبان بشهادات محلية ودولية، وموجة تهجير في أوساط الشباب والشابات جعلت اللاجئين الارتريين في المرتبة الثانية من حيث العدد بعد اللاجئين السوريين في أوروبا قبل انتشار وباء الكورونا.

ليس هناك حرية داخل أو خارج البلاد، حيث لا يستطيع المواطن أو المواطنة التحرك من مدينة لأخرى بدون الحصول على اذن حركة من السلطات، ولا يستطيعون كذلك السفر إلى الخارج بدون تأشيرة سفر من إدارة الجوازات ومهمة الحصول على هذه التأشيرة تكاد تكون مستحيلة. أما في مجال حرية الصحافة وخدمة الانترنت فالبلاد تحتل المراكز الأخيرة حسب شهادات منظمات دولية متخصصة.

في الرابع والعشرين من مايو المقبل سوف يحتفل الارتريون بعيد استقلال البلاد الثلاثين، ولكن يبدو أن البلاد لا تزال تحتاج إلى تضحيات جسام من أجل الوصول إلى الحرية الحقيقية.

COMMENTS

WORDPRESS: 0