عين راصدة: اللاجئون الارتريون الحلقة الأضعف في الصراع

فتحي عثمان لإذاعة إرينا الدولية

15 يوليو 2021

اللاجئون الارتريون في تيغراي، كانوا ولا يزالون، هم الحلقة الأضعف في الصراع الدامي الدائر هناك. قبل بداية الحرب قدر العدد الإجمالي لهؤلاء اللاجئين ب 100 الف من أصل 900 الف لاجئ تستضيفهم اثيوبيا من دول الجوار. وأغلب هؤلاء كانوا من المقيمين في معسكرات حصاص وماي عيني وعدي حروش وشملبا في تيغراي. وكانت المفوضية الاثيوبية قد اغلقت معسكري حصاص وماي عيني قبل اندلاع الحرب بسبب عدم مناسبة المنطقة لظروف العيش الانساني السوي، كما بررت ذلك مفوضية اللاجئين والعائدين الاثيوبية في وقت سابق..

في الأيام الماضية ومع تجدد المعارك بين قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ومليشيات الأمهرة في جنوب الاقليم والجنوب الغربي منه أفادت مصادر موثوقة بأن قوات دفاع تيغراي دخلت معسكري عدي حروش وماي عيني في محلية ماي طبري وهددت اللاجئين بأنها “ستفرغ لهم وسترجع لمحاسبتهم” بعد اتهامات للاجئين بالتعاون مع الجيش الارتري والجيش الاثيوبي ومليشيات الأمهرة.

المصادر أكدت لنا بأن القوات أجبرت الشباب على نقل العتاد الذي غنمته قوات تيغراي في المعارك على ظهورهم لمسافات طويلة في أراض وعرة، وواصلت تهديدهم بالعقاب لاحقا جراء الطعن في الظهر كما قالت المصادر..

وبناء على معلومات مماثلة أكد السيد فليبو غراندي بأن اللاجئين الارتريين اصبحوا فعلا هدفا لأعمال انتقامية ” لكل أطراف الصراع”.

إن وضع اللاجئين الارتريين، وكما أكدنا من قبل، يعد اليوم أسوأ وضع يمكن أن يعيشه مدنيين في حالة الصراع الدامي بين عدة جهات. في بداية النزاع وحسب مصادر مؤكدة دخلت القوات الارترية وأفراد من الأمن الارتري معسكرات اللاجئين وقاموا بأخذ أعداد من الشباب ونقلوهم بالقوة إلى ارتريا؛ ولم تستطع أي جهة تقديم الحماية لهم. ثم بعد ذلك وبعد سيطرة قوات الجيش الاثيوبي ومليشيات الأمهرة على الاقليم، عاني اللاجئين الارتريين من انتهاكات سافرة لحقوقهم الاساسية بسبب اتهامهم بالتعاون مع مليشيات تيغراي. واليوم تعود مليشيات تيغراي لتتهمهم بالوقوف إلى جانب الجيشين الارتري والاثيوبي، وتعاقبهم على ذلك الافتراض؛ وهم بهذا أصبحوا أهدافا انتقامية لكل أطراف الصراع دون استثناء..

وبعد بيان السيد فليبو غراندي بيوم واحد أصدرت مفوضية اللاجئين والعائدين الاثيوبية بيانا طالبت فيه المجتمع الدولي بوقف اعمال القتل والتعذيب التي يعاني منها اللاجئين الارتريين في تيغراي على يد قوات دفاع تيغراي، وكأن اديس ابابا لم ترتكب أي جرائم في حق هؤلاء عندما كان اقليم تيغراي تحت سيطرتها وسيطرة مليشيات الأمهرة.

إن هؤلاء اللاجئين لم يسلموا من طرفي النزاع الكبار: الجيش الاثيوبي وقوات الدفاع الارترية ومليشيات الأمهرة واليوم يقعون ضحية للطرف الثالث في الصراع وهو قوات دفاع تيغراي، وبنفس التهم وهي الوقوف مع الخصم.

وقبل مناشدة المجتمع الدولي بخصوص أوضاع هؤلاء اللاجئين، على مواطنيهم من الارتريين في كافة دول العالم العمل على نشر مأساتهم على أوسع نطاق. للأسف لقد كان هؤلاء اللاجئين في الأيام الأولى وعند دخول القوات الارترية للمعسكرات ضحية للصمت والإنكار؛ بل كذبت عدة أطراف قيام قوات الدفاع الارترية والأمن باختطاف لاجئين ونقلهم قسرا إلى ارتريا وفرار البعض منهم إلى السودان لتأمين حياته.

اليوم، وكالأمس، هؤلاء اللاجئين بحاجة إلى صوت كل أخت شريفة وأخ شريف حتى تنجلي سحائب أزمتهم العاصفة في ظل نزاع أعمى يفقد فيه اللاجئ أعظم حقوقه وهو حق الحياة الآمنة

COMMENTS

WORDPRESS: 0