عين راصدة: تصدع حلف أسياس- أبي تحت معاول النقد

فتحي عثمان

التحالف الذي صكه كل من اسياس وأبي احمد في أعقاب اتفاقية السلام بينهما في صيف 2018 يتعرض جداره لضربات قوية قد تؤدي إلى انهياره بالكامل.

آخر الضربات جاءت على لسان وزير الخارجية الامريكي الجديد والذي طالب “بانسحاب فوري” للقوات الارترية والمليشيات من اقليم تيغراي على خلفية تقارير موثوقة، حسب قوله، عن انتهاكات لحقوق الانسان هناك. وطالب الوزير بتحقيق دولي شامل وشفاف حول مزاعم الانتهاكات.

قبل ذلك تحدث المقرر الخاص لحقوق الانسان لارتريا محمد عبد السلام بابكر عن توفر “أدلة قوية” حول ارتكاب انتهاكات حقوق انسان ينسب بعضها إلى القوات الارترية المتواجدة هناك.

أما مبعوث الاتحاد الاوروبي إلى تيغراي وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو فقد صرح بأن هناك انتهاكات لحقوق الانسان في الاقليم وأن الوضع الانساني “خارج عن السيطرة” كما قال، وأشار أيضا بأن حل الأزمة لا يبين في الأفق بعد عدة أشهر من العمليات العسكرية. في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة خاصة حول انتهاكات حقوق الانسان في تيغراي..

يتعامل الحليفان الرئيسيان أبي أحمد واسياس افورقي بشكل مختلف مع هذه الانتقادات. حاكم اسمرا لا يهمه ما يقوله العالم عنه، فهو خلال فترة حكمه كلها ظلت بلاده دائمة الحضور في التقارير الدولية حول انتهاكات حقوق الانسان: تقارير الخارجية الامريكية، مراسلون بلا حدود والمنظمات الأخرى. وهو في وضع “من لا يخسر شيئا” لأنه لا يرتبط بأي شراكة اقتصادية أو عسكرية أو سياسة خاصة مع الدول الغربية، والتي تجاهلت بدورها ارتريا حتى أن ارتريا بعد قيام جيش اثيوبيا باحتلال ربع اراضيها في صيف 2000 لم تجد أي نصيرا دوليا لها. لذلك يبدو لتجاهله ما يبرره من ناحية الكسب والخسارة.

أما حليفه الاثيوبي فوضعه مختلف فهو اكثر ارتباطا مع الدول الغربية، فهذه الدول باركت خطواته وتوجتها مباركتها له بمنحة جائزة نوبل للسلام، في خطوة أقل ما يمكن أن توصف بأنها متسرعة. لا يستطيع رئيس الوزراء الاثيوبي اتباع اسلوب حليفه الارتري في غض النظر والتجاهل البارد للانتقادات الدولية، فوضع بلاده وارتباطاتها الدولية ليست مثل تلك التي تخص ارتريا. لذلك فهو لن يقدر على تجاهل الانتقادات والتي في حال استمرارها قد تدفعه إلى التخلص من حلفه السياسي مع الحليف الارتري، ومن ناحية اخرى قد تبدو عوامل التحالف الداخلي مع قومية الأمهرة واحدة من مشاكل تضعضع موقفه المحلي والدولي في آن واحد.

فالمليشيات التابعة للأمهرة، مثل جيش حليفه، قد تورطه أكثر فأكثر وتفتح له أبواب من الانتقادات الدولية التي لا قبل له بها، مما سيدفعه إلى النأي بنفسه عن العواقب، التي عادة ما يتجاهلها حليفه وراء الحدود، بينما يسعى الحلفاء المحليين لتحميله أوزارها من راء الستار.

ومع تزايد الانتقادات الدولية للحرب في اقليم تيغراي ستتباعد الشقة بين الحليفين مما سيؤدي في النهاية إلى انهيار حلفهما الذي سيذكره التاريخ كزواج متعة عابر

COMMENTS

WORDPRESS: 0